يا شاعر الكون

أخي الرائع شربل بعيني
عندما قال الفيلسيوف العربي جبران خليل جبران: انما الناس سطور، كُتبت لكن بماء
بقصيدته ، "اعطني الناي وغنِّ"، التي غنتها اعظم مطربة على وجه المعمورة فيروز، ولحنها الموسيقار اللبناني نجيب حنكش، كان يقصدك أنت.
ـ2ـ
أنت يا شربل..
كتبت سيرتك الأخلاقية والأدبية بماء الذهب الذي لن تمحوه الآيام . فمعظم الناس يكتبون تاريخ حياتهم كما قال جبران بماء ، سرعان ما يجف، وتذهب سيرهم معهم.
ـ3ـ
علمني ابي المعلم ، الف رحمة على روحه ، بأن "الناس كالمعادن . منهم من يعلو عليهم كل الصدأ، ومنهم من يعلو على كل الصداء" . فأنت يا شربل من المعدن الذي استعمله الفراعنة ، ولا يزال يشع وسيبقى يشع حتى نهاية العالم.
ـ4ـ
الناس كالمعادن، نعرفهم عندما نحكهم ونتعامل معهم. وأنا لم أقابلك شخصيا . بل تأثرت بنبل اخلاقك ، ورجاحة عقلك، إنسانيتك، وادبياتك، وافعالك الكثيرة كمغترب لبناني في استراليا . وبدأت أتقرب منك تدريجيا، فاذا بي أدخل دارك، وأجلس في صدر المكان دون دعوة.
ـ5ـ
وجدت نفسي بين أهلي وأصدقائي مرحبا به احسن ترحيب. وبدأت أحدّق في هذا البيت الواسع، فاكتشفت أن هنالك انسانة جميلة اسمها ليلى تزوجتها عن حب لا مثيل له، وأنك تكن لها خالص الحب والمودة، واصبحتما جسدين بعقل واحد.
ليلى التي أنست لها من خلال الإطراءات الكثيرة في كتاباتك، والصور التذكارية التي تنشرها عنها.
ـ6ـ
عرفت امك وأباك، وعماتك، وإخوانك، وكهنتك، ومعظم اقاربك وأصدقائك من صور الأرشيف الذي تحتفظ به في موقع ليلى. وعلمت، أيضاً، أن لك كلبة رائعة اسمها ليلي.
ـ7ـ
شاهدت ببيتكم كل التكريمات والاستحقاقات والجوائز والندوات ومنابر الشعر التي حزت عليها طيلة حياتك المليئة بالإنتصارات المجيدة.
ـ8ـ
واليوم تسلمت منك يا شاعر الكون، اعمال شربل بعيني الكاملة بأجزائها الثلاثة ، وكتاباً آخر من المهندس رفيق غنوم بعنوان،"أجمل ما قيل بأدب شربل بعيني"، وبداخل كل جزء كلمة جميلة منكم اعتز وافتخر بها ، وسأضمها الى مجموعتي ، كي تزين مكتبتي.
ـ9ـ
لم أتمكن من قراءة اي شيء منها، فلقد قضيت معظم الوقت اتفرس بأغلفة الكتب الأربعة وما تحتويه من صور رائعةلك وللسيدة ليلى .
هذه الصور، بحد ذاتها، تحكي لكل من يشاهدها عن الحب العميق الذي تكنه لرفيقة عمرك.. والذي لفت نظري أكثر هي "البوزات" لكل صورة ... حبيبان يضمان بعضهما البعض، ولا يريد أي منهما الإفلات عن الآخر.
ـ10ـ
ديوانك الذي اطلقت عليه اسم "اعمال شربل بعيني الكاملة" يمثل حياة شربل لسن الأربعين ..والشعب يطالبك بأن تكتب عن اعمالك بعد الأربعين .. وكوني اصبحت اعرفك جيدا فأنا اتوقع أن يكون عنوان الديوان الجديد: " حب الدهر كله "..
ـ11ـ
أخي شربل
لقد شرفتني بكتبك القيمة، وأسعدتني بصداقتك. لذلك أطلب من الرب أن يديم علينا هذه المحبة.، وأرجو أن تشكر المهندس رفيق غنوم على هديته الرائعة.

أدامك الله ذخرا للإنسانية والعلم والثقافة
**